خطوط الإسلام الأربعة -1

13:48 - 2024/07/07

انتشر الإسلام على يد رسول الله صلى الله عليه وآله في الجزيرة العربية وسائر بقاع الأرض، ومنذ البداية وُضِعتْ أُسسٌ أربعة، ابتنى عليها الإسلام، لكنها لم تدُم بعد رحيل النبي الأعظم إلى الرفيق الأعلى.

للجواب على سؤال: ماذا حدث بالمسلمين الذين ناضلوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وما أبدوه له من المحية والإيمان به، لكنهم وبعد خمسين سنة من رحيله ارتدوا على أعقابهم وقتلوا أهل بيته وسبوا نساءه صلى الله عليه وآله.

هنا كمقدمة نقول: أنشأ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله نظاماً كانت له خطوط أصلية يسير عليها، فمن تلك الخطوط: المعرفة الواضحة التي لا لبس فيها؛ معرفة بالدين، معرفة بالأحكام، معرفة بالمجتمع، معرفة بالواجب، معرفة بالله، معرفة بالنبي، معرفة بالطبيعة، وكانت هذه المعرفة هي التي أدّتْ إلى تحصيل العلم والمعرفة، وأوصلتْ المجتمع الإسلامي إلى قمة الحضارة العلمية في القرن الرابع الهجري.

ومن تلك الخطوط العدالة الشاملة؛ العدالة في القضاء، العدالة في الأموال العامة، العدالة في إقامة الحدود الإلهية، العدالة في المناصب والمسؤولية. بالطبع، العدالة تعني وضع كل شيء في مكانه وإعطاء كل ذي حق حقه. ولم يخرج أحد في المجتمع الإسلامي عن إطار العدالة في عهد النبي صلى الله عليه وآله.

ومن تلك الخطوط، العبودية الكاملة لله تعالى؛ أي: عبودية الله في العمل والفعل الفردي، والعبودية في الصلاة التي ينبغي أن يكون فيها نية التقرب، والعبودية في بناء المجتمع، وفي نظام الحكم ونظام حياة الناس والعلاقات الاجتماعية بين الناس.

ومن تلك الخطوط: المحبة والمودة. وهذه من الخصائص الأساسية للمجتمع الإسلامي؛ المحبة لله، ومحبة الله للناس "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"[1]و" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"[2]و"قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ"[3]

صلى الله عليه وآله

المحبة لآل النبي صلى الله عليه وآله

المودة والمحبة للزوجة، وللأسرة، والمحبة للإخوة المسلمين والإحسان إليهم؛ والمحبة للنبي، ولآل النبي صلى الله عليه وآله "قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى"[4]

لقد رسم النبي صلى الله عليه وآله هذه الخطوط وبنى المجتمع في السير عليها. وحَكَمَ المجتمع عشر سنين. ومن الواضح أن تطويع الناس عملية تدريجية؛ وفي هذه السنوات العشر، كان النبي يحاول تقوية هذه الأسس وترسيخها. لكن هذه السنوات العشر لا تكفي لتغيير الأشخاص الذين تربوا على العكس من هذه الخصائص.

إن المجتمع الجاهلي في كل شيء كان عكس هذه الحالات الأربع؛ فلم يكن للناس علم ومعرفة، وكانوا يعيشون في حيرة وجهل، فلا عبودية لله، والطغيان هو السائد، والعدالة مفقودة، والقمع منتشر.

ولأمير المؤمنين عليه السلام خُطبة بليغة في وصف الحالة السائدة في عصر الجاهلية، قال عليه السلام: "أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه. ووردوا مناهله... فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار وشر جيران، نومهم سهود وكحلهم دموع. بأرض عالمها ملجم وجاهلها مكرم"[5]

فلا محبة والبنتُ تُدفن، والبرئ يُقتل دون أي جريمة فقط بعذر أن القبيلة الفلانية قتلت أحد أفراد هذه القبيلة، سواء كان المقتول هو القاتل أم لا.

في مثل هذه الظروف جاءت الإسلام يريد أن يربي هكذا مجتمع، فهل يتم ذلك في غضون عشر سنوات بحيث يستطيعون أن يكون لهم نفس التأثير على الآخرين؟

المصادر:

[1] . سورة المائدة، الآية 54.

[2] . سورة البقرة، الآية 222.

[3] . سورة آل عمران، الآية 31.

[4] . سورة الشورى، الآية 23.

[5] . نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع)، ج، ص ٢٩.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.