التصويت من الناحية الشرعية

17:37 - 2024/06/01

إن الانتخابات، مثلها مثل كل السلوك الإنساني في المجال الفردي أو الجماعي، لها قواعد وأطر من الناحية الفقهية. وموضوع الفقه كما ورد في كتب الفقه هو أعمال المكلفين. والانتخابات والتصويت أيضاً عمل يقوم به المكلفون في الساحة السياسية والاجتماعية. وعلى هذا الأساس فإن موقف المرشد الأعلى (دامت بركاته) والمرجعيات الكبرى للتقليد، هو المشاركة في الانتخابات ويعدّون تلك فريضةً شرعية ويلزمون المكلفين بأداء هذا الواجب.

وجهة نظر الإمام الخميني في الانتخابات

 قال قُدّس سره: "لعل التخلف والتهاون - في الانتخابات - في بعض الأحيان يكون ذنبا هو في رأس الكبائر. لذا ينبغي معالجة الحادثة قبل وقوعها؛ وإلا فسيخرج العمل من أيدي الجميع، وهذه هي الحقيقة التي لمستموها ولمسناها بعد واقعة الدستور...[1]

وقال أيضاً: "إذا فسرنا الآية 38 من سورة الشورى، وأصل البيعة بالانتخابات، فيمكننا أن نستنتج أن الانتخابات موصى بها في الإسلام، والعلاقة بين الإسلام والديمقراطية في هذا الصدد هي من نوع المساواة. وإذا لم نقل بهذا التفسير، فبما أن العقل البشري قد وصل إلى أسلوب الانتخاب، وثبت للجميع أهمية ذلك، فيمكننا أن نطبق العَلاقة المنطقية الواردة في مبدأ الفصل بين السلطات على هذا المبدأ أيضاً بنفس الأسباب. وإذا تراخيتم - في الانتخابات - فقد يفوز بها أولئك الذين يريدون تدمير هذا البلد. فلا بدّ إذن من مشاركة جميع المكلفين رجالاً ونساءً، وكما تجب الصلاة على كل مكلف، كذلك يجب عليه تحديد مصيره بالحضور في الانتخابات. "[2]

الانتخابات

الانتخابات واجب إلهي وطني

أيضاً قال قُدّس سره: "هذا واجب إلهي، واجب وطني، واجب إنساني، واجب علينا القيام به. وعلينا جميعا أن نشارك في الانتخابات".[3]

وقال: "الآن يجب أن نتعلم من تلك المؤامرات والمفاسد التي جاءت والصفعات التي تلقاها الإسلام والمسلمون، بسبب عزلة أهل الدين، ويجب أن نعلم ونفهم أن النظام الإسلامي وتنفيذ الأحكام السماوية، وحفظ مصلحة الأمة والدولة الإسلامية وحمايتها من أيدي الأجانب، يعتمد على مشاركة شرائح الأمة في الانتخابات، لا سيما رجال الدين المحترمين والمرجعيات العليا، وإذا حدث - لا سمح الله - ضرر للإسلام أو البلاد الإسلامية بسبب عدم التدخل في مصير المجتمع، فجميع الأفراد مسؤولون أمام الله عز وجل، ولا تغفر لنا الأجيال القادمة التي قد تتعرض لألف نوع من الانتهاكات، بسبب عدم الحضور في ساحة الانتخابات.[4]

 "إن من واجباتنا الشرعية والفكرية الهامة للحفاظ على الإسلام ومصالح البلاد، هي الحضور في الدوائر الانتخابية والتصويت للممثلين الأكْفَاء والاطلاع على الأوضاع السياسية في العالم وغير ذلك من الأمور التي تَحتاجُها البلاد."[5]

المصادر:

[1] . وصية الإمام الخميني، ص19.

[2] . صحيفة الإمام، روح الله الخميني، ج۱۵، ص 28.

[3] . المصدر، ج۱8، ص 318.

[4] . المصدر، ج۱8، ص 331.

[5] . المصدر، ج۱8، ص 152.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.