الانتخاب ومستقبل الإنسان

14:14 - 2024/05/25

لقد خلق الله تعالى الإنسان مختاراً، يرسم مستقبله بإعمال العقل أو بمتابعة هوى النفس والشيطان.

خلق الله الإنسان في أحسن صورة، وتركيب، ووضع تحت تصرفه الدنيا. فمن أجل وصوله إلى النتيجة المثمرة، والوصول إلى التطور والهدف من الخلق، يواجه الإنسانُ طريقين، وعليه أن ينتخب أحد أمرين الحق أو الباطل، الله أو الشيطان، الدنيا أو الآخرة، الجنة أو النار، الطريق الصحيح أو الطريق الخطأ.

وقيمة الإنسان في انتخابه. وهو في هذا الاختيار حر، ولا إجبار عليه ولا إكراه.

قال تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"[1]

وفي آية أخرى يقول: "إِنَّا هَدَيْناهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُورًا"[2]

نعم، الإنسان ليس في حالة وبُعْد واحد من الحياة فحسب، بل في جميع الحالات والأبعاد العقائدية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والتربوية وغيرها، وفي جميع مواقف وأيام حياته، يختار الخطأ أوالصواب، والقبيح أوالجميل. وهو مسؤول ومحاسب على كل اختيار.

قال تعالى: "إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"[3]

ويقول رسول الإسلام صلى الله عليه وآله: "ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته"[4]

إذن الإنسان يسير بين طريقين مختارا، ومادام يعيش في الدنيا، فإما أن يُعمِلُ العقل، أو ينحاز إلى هوى النفس والشهوة، وإما أن يختار طريق الأنبياء ورجال الدين، أو طريق الشيطانَ.

الإنسان

نموذجان لانتخاب الإنسان

كربلاء أرضٌ تقابَلَ فيها مجموعتان أمام بعضهما البعض، مجموعة تسعى للقيام بواجبها الديني ونيل رضوان الله تعالى. ومجموعة تعتقد بالخداع والنفاق وتسعى للوصول إلى المظاهر الدنيوية، ومن بين المجموعة الكاذبة، ظهر شخص اسمه "الحر الرياحي" كانت مهمته قطع الطريق على الحسين بن علي عليهما السلام وأتباعه، ليحصل على مكافأة من "يزيد" طاغوت زمانه، لكن الحر اهتدى بمعاملة ذلك الإمام الأخلاقية والإنسانية، وأعمل عقله وانضم إلى جيش الحق نادماً تائباً، وهو أول من استشهد في سبيل الله. والآخر هو عمر سعد الذي انحاز إلى هوى النفس، بعد تفكير فقال:

فوالله ما أدرى وإني لحائر * أفكر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرَّي والرُّي منيتي * أم ارجع مأثوما بقتل حسين.[5]

المصادر:

[1] . سورة البقرة، الآية 256.

[2] . سورة الإنسان، الآية 3.

[3] . سورة الحديد، الآية 25.

[4] . الدر المنثور، جلال الدين السيوطي، ج6، ص244.

[5] . اللهوف في قتلى الطفوف، السيد ابن طاووس، ص ١٩٣.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.