الأدلة التي تثبت إيمان أبي طالب كثيرة فهي إضافة إلى أشعاره وقصائده، هناك أدلة أخرى نذكرها في هذا المقال.
إن كانت تضحيات أبي طالب وأشعاره، في إيمانه بصدق رسول الله وفضائله لا تكفي، فهناك غير ذلك من الأدلة والبراهين في مصادر الفريقين تشير إلى إسلامه وإيمانه، ونكتفي بالإشارة إلى بعضها:
1- يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: وقد رُوي بأسانيد كثيرة بعضها عن العباس بن عبد المطلب، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة، أن أبا طالب ما مات حتى قال لا إله إلا الله محمد رسول الله.[1]وفي السنة الثامنة للهجرة أخذ أبو بكر بيد أبيه وكان أعمى وأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأسلم، وذلك بعد ثلاث وعشرين سنة من بَعثة الرسول صلى الله عليه آله. وفرح أبو بكر بإسلام أبيه وقال: يا نبي الله! والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي.[2]
2- ورد في أخبار السِّيَر أن أبا طالب دخل إلى النبي وهو يصلي وعلي بجنبه وكان مع أبي طالب جعفر، فقال له أبو طالب: صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله،[3]ثم قال لعلي عليه السلام: أما انه لا يدعوك إلا إلى خير فالزمه.[4]
موقف النبي بعد وفاة أبي طالب
3- قال علي عليه السلام: لما أُخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بوفاة أبي طالب بكى بكاءً شديداً. ثم قال: اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه.[5] وأيضاً جاء النبي صلى الله عليه وآله فوقف إلى جانب جسد أبي طالب وقال: يا عم كفلت يتيما وربيت صغيرا ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا، ثم أمر عليا بغسله.[6] وكتب ابن أبي الحديد المعتزلي بعد أن ذكر هذا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما والله لأستغفرن لك ولأشفعن فيك شفاعة يعجب لها الثقلان.[7]
4- في رواية للإمام الصادق عليه السلام وهو صاحب البصيرة في حقيقة إيمان أبي طالب (وفي التعبير المشهور "أهل البيت أدرى بما في البيت") جاء فيها: إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ اَلْكَهْفِ أسروا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين.[8]
5- سئل الإمام الباقر عليه السلام عن إيمان أبي طالب فقال: لو وضع إيمان أبي طالب في كِفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكِفة الأخرى لرجح إيمانه.[9] وهذا الإيمان الرفيع هو الذي جعل أبا طالب لا يتردد في نصرة التوحيد والرسالة.
المصادر:
[1] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج ١٤، ص ٧١.
[2] . الغدير،العلامة الأميني، ج 7، ص317.
[3] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج35، ص80.
[4] . تاريخ الطبري، ابن جرير الطبري، ج 2، ص 58.
[5] . الغدير، العلامة الأميني، ج 7، ص372.
[6] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج35، ص68.
[7] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج ١6، ص 76.
[8] . أمالي الصدوق، ابن بابويه القمي، ٣٦٦.
[9] . الغدير، العلامة الأميني، ج 7، ص380.