أهمية الانتخاب في حياة البشر

الانتخابات باختيار الأصلح: إن الجدارة بالثقة والعدالة في السلوك، يُعد من علامات الإيمان المهمة. والخيانة في الأمانة من علامات النفاق.

وقد ورد في الحديث: "لاَ تَنْظُرُوا إِلَى طُولِ رُكُوعِ اَلرَّجُلِ وَسُجُودِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ اِعْتَادَهُ فَلَوْ تَرَكَهُ اِسْتَوْحَشَ لِذَلِكَ وَلَكِنِ اُنْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِهِ وَأَدَاءِ أَمَانَتِهِ".[1]

ومعنى "العدالة" هو أن يوضع كل شيء في مكانه الصحيح، واليوم الإسلام والقرآن والنظام الإسلامي ومواقف النظام ومسؤولياته، التي وصلت إلينا بدماء الشهداء والمعاقين، هم الأمانة الإلهية الكبرى، المبنية على الإيمان والعدالة والأمانة، وواجبنا حمايتهم. فلنترك هذه الأمانة الإلهية في مكانها ولأهلها ولا ندعها تقع في أيدي غير المستحقين والغُرباء.

لا بد في تشكيل الحكومة الإسلامية، إسناد المسؤوليات إلى أهلها، وإسناد الأمور إلى المتخصصين، وهذا يُعد من الإيمان والعمل. لأن كل أمانة لها صاحب، وكل شخص له الجدارة والموهبة في العمل والمنصب. لقد أوصانا الله ووعظنا في هذا الأمر المهم.

الانتخابات باختيار الأصلح

نعم، إن مسألة الانتخاب والاختيار، لها خصوصيتها، وهي معرفة الصالحين وإيداع الأمور إليهم والاعتماد عليهم. وتنفيذ هذا الأمر الإلهي والتعامل مع هذا الأمر المهم، يتطلب الوعي واليقظة والعدالة والمثابرة والمقاومة وحضور الأمة في الانتخابات.

يقول أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام في هذا الأمر: "فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية"[2]

ولذلك فإن الانتخابات اختبار كبير للأمة في تحديد مصيرها. وأنه باختيار الأشخاص المخلصين والصالحين وأهل الكِفاءة والمهارة، الناوين خدمة الوطن، وإصلاح شؤون البلاد، يجلب الرضا والرحمة والثواب من الله. ويكون المنتَخِب شريكا معهم في تقديم خدمتهم للشعب، وفي أعمالهم الصالحة وفي ثواب الآخرة، وإلا سنكون مسؤولين أمام الله وشُركاء في فساد وخيانة الظالمين وغير الأكفاء.

ويقول قائد الثورة الحكيم في هذا الصدد:
الأمر الأهم هو المشاركة الحماسية والصحيحة والقوية للشعب في الانتخابات. أولئك الذين يؤمنون بالإسلام والنظام الإسلامي والدستور والإمام يمكنهم الدخول في مرحلة المنافسة. وينبغي أن يكون هناك أناس أتقياء، مؤيدون للمحرومين، معارضون للفساد، لاسيما الفساد المالي والاقتصادي، قادرون ومخلصون وذوو معرفة.

المصادر:

[1] . أصول الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج2، ص105.

[2] . نهج البلاغة، الخطبة 216.