التأكيد على انتخاب الأصلح

إن انتخاب الأصلح لتصدي أمور الناس وتقبل المسؤوليات، من المسلّمات العقلية والشرعية. لقد نقلت كتب المسلمين أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في هذا الموضوع، فعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أيُّما رَجُلٍ استَعمَلَ رَجُلاً عَلى عَشَرَةِ أنفُسٍ، عَلِمَ أنَّ فِي العَشَرَةِ أفضَلَ مِمَّن استَعمَلَ؛ فَقَد غَشَّ اللّه َ وغَشَّ رَسولَهُ.[1]

وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله: مَنِ استَعمَلَ عامِلاً مِنَ المُسلِمينَ، وهُوَ يَعلَمُ أنَّ فيهِم أولى بِذلِكَ مِنهُ، وأعلَمَ بِكتابِ اللّه ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ؛ فَقَد خانَ اللّه َ ورَسولَهُ وجَميعَ المُسلِمينَ.[2]

موقف العلماء من انتخاب الأصلح

وعلى سيرة النبي صلى الله عليه وآله، اتخذ العلماء موقفهم من انتخاب الأصلح، قال الإمام الخميني قُدّس سره: "إذا اخترت الأصلح، فأنت عملت شيئاً إسلامياً، وهذا اختبار لنفسك لتحدد موقفك منه هل كان من انتخبته من أجل الإسلام أم من أجل مصلحتك... إن اختيار الأصلح للمسلمين، يعني اختيار شخص لديه الالتزام بالإسلام وكرامته، ويفهم كل شيء ويجب أن يكون مسلماً، عالماً بحاجات البلاد، فاهماً للسياسة، عالماً بمصالح البلاد ومفاسدها، ولا يشترط أن يكون هذا الشخص مرتبطاً بك وبجماعتك".[3]

ويقول المرشد الأعلى -دامت بركاته -:

 "مثلما أن مبدأ الانتخاب هو مهمة إلهية، فإن اختيار الشخص المناسب هو أيضًا مهمة إلهية."[4]

وأما طرق معرفة الأصلح، فالعلماء لهم طرق لمعرفة ذلك نذكرها، يقول الإمام الخميني في وصيته:

 "يجب على الناس استشارة العلماء ومن يثقون بهم؛ ثم بعد ذلك صوتوا لمن تريدون."[5]

أيضاً قال: "في تعيين رئيس الجمهورية ومحامي البرلمان، استشاروا العلماء ورجال الدين المتدينين الملتزمين بالجمهورية الإسلامية، وأيضا الطبقة المثقفة الملتزمة والمستنيرة، والعارفة بالأمور وغير الارتهانية للدول الاستغلالية القوية، والمعروفة بالتقوى والالتزام بالإسلام والجمهورية الإسلامية."[6]

المصادر:

[1]. المطالب العالية، ابن حجر العسقلاني، ج ۲ ص ۲۳۳ ح ۲۱۰۲.

[2] . السنن الكبرى، ابوبكر البيهقي، ج ۱۰ ص ۲۰۱.

[3] . صحیفة الإمام، روح ‌الله الخمینی، ج۱۸، ص 152.

[4] . في لقاءه بعوائل الشهداء سنة 31 أرديبهشت 1376.

[5] . صحیفة الامام، روح ‌الله الخمینی، ج۱۱، ص۲۷۳.

[6] . صحیفة الإمام، روح ‌الله الخمینی، ج۱۲، ص۵۷.