تعليق ابن أبي الحديد على موقف قريش من علي

13:30 - 2024/06/26

أكد المعتزلي حقيقة أنّ: قريشاً اجتمعت على حرب الإمام علي عليه السلام، منذ بويع، بغضاً له وحسداً، وحقداً عليه فأصفقوا كلهم يداً واحدة على شقاقه وحربه، كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله، لم تخرم حاله من حاله أبداً.

قال ابن أبي الحديد المعتزلي عن الإمام علي عليه السلام أنه: "رأى من بُغْض الناس له، وانحرافهم عنه، وميلهم عليه، وثوران الأحقاد التي كانت في أنفسهم، واحتدام النيران التي كانت في قلوبهم، وتذكروا الترات التي وترهم فيما قبلُ بها، والدماء التي سفكها منهم، وأراقها".

إلى أن قال:

وانحراف قوم آخرين عنه للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، لشدة اختصاصه له، وتعظيمه إياه، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه، وعلو مكانه، وما اختص به من مصاهرته وأخوّته، ونحو ذلك من أحواله. وتنكر قوم آخرين له، لنسبتهم إليه العجب والتيه كما زعموا واحتقاره العرب، واستصغاره الناس، كما عددوه عليه، وإن كانوا عندنا كاذبين، ولكنه قولٌ قيل، وأمرٌ ذُكر...[1]

المعتزلي

تعجُّب المعتزلي من طول بقاء الأضغان

وتعجب المعتزلي من بقاء الأضغان في القلوب تجاه الإمام علي عليه السلام، بعد البيعة له بالخلافة وكأنه للتو قتل آباءهم وأسلافهم، وقال:

"رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها، حين بويع بالخلافة، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس وعشرين سنة، وفي دون هذه المدة تُنسى الأحقاد، وتموت الترات، وتبرد الأكباد الحامية، وتسلوا القلوب الواجدة، ويعدم قرن من الناس، ويوجد قرن، ولا يبقى من أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل".

"فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمه صلى الله عليه وآله من إظهار ما في النفوس، وهيجان ما في القلوب، حتى إن الأخلاف من قريش، والأحداث والفتيان، الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم، فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله، وتقاعست من بلوغ شأوه"[2]

وقال: "اجتهدت قريش كلها، من مبدأ الأمر في إخمال ذكره، وستر فضائله، وتغطية خصائصه، حتى مُحي فضله ومرتبته من صدور الإسلام"[3]

وأخيراً، استقصاء النصوص الدالة على ظلم قريش لأمير المؤمنين عليه السلام، بسبب كثرته وتنوعه، وتفرُّقه في المصادر التي هي بالمئات، غير متيسر بل هو متعذر.

المصدر:

[1] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي، ج11، ص 112 و 113.

[2] . المصدر، ج 11، ص 114.

[3] . المصدر، ج18، ص 18.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.