سيرة أميرالمؤمنين في مواجهة معانديه

13:31 - 2022/07/14

-أميرالمؤمنين (عليه السلام) اتخذ أساليب مختلفة في مواجهة المخالفين والمعاندين فنذكر مختصراً عن سيرته في هذا الشأن. 

أميرالمؤمنين

شهدت حكومة أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) مختلف الأحداث منها ظهور المخالفين والمعاندين وعلى رأسهم الناكثين والقاسطين والمارقين ، ولكن ما يهمنّا في هذا المقال هو كيفية مواجهة أميرالمؤمنين (عليه السلام) للمخالفين والمعاندين أثناء حكومته.

كان المخالون آنذاك على قسمين، القسم الأول هم الذين كانوا لا يطيقون عدل أميرالمؤمنين (عليه السلام) وحكومته الإلهية فبادروا إلى مخالفته وتهيّؤا لقتاله، كالناكثين الذين نكثوا بيعة أميرالمؤمنين (عليه السلام) وعلى رأسهم الطلحة والزبير وعائشة والقاسطين بقيادة معاوية بن أبي سفيان والمارقين وهم الخوارج، والقسم الآخر هم بعض الرعية الذين كانوا لا يشكلون خطراً على الإسلام وعلى المسلمين وكانت مخالفتهم ناشئة عن الأهواء الشيطانية أو عدم درك بعض الأمور وما شاكل ذلك.

أميرالمؤمنين

كيفية مواجهة أميرالمؤمنين (عليه السلام) لكلا القسمين

بالنسبة إلى القسم الأول فقد واجههم أميرالمؤمنين (عليهم السلام) بردّ قاطع فطمس رؤوس الفتنة وأدخلهم الجحيم وبئس المصير لأنّهم كانوا يهددون الكيان الإسلامي ويشكّلون خطراً عظيماً على المسلمين، فاندلعت الحروب الثلاثة، الجمل (الناكثين) وصفين (القاسطين) ونهروان (المارقين) إثر هذه المخالفات وراح فيها الكثير من القتلى والضحايا.

وأمّا بالنسبة ألى القسم الثاني فكان أميرالمؤمنين يتخذ معهم الرفق والمداراة والنصيحة وليس كان من مروءته أن يجبرهم على البيعة أو يهددهم أو يحرمهم من بيت المال، فيذكر أنّ عبد الله بن عمر أحضر ليبايع علياً (عليه السلام) فقال له بايع قال لا أبايع حتى يبايع جميع الناس فقال له (عليه السلام) فأعطني حميلا ألا تبرح قال و لا أعطيك حميلا فقال الأشتر يا أميرالمؤمنين إن هذا قد أمن سوطك و سيفك فدعني أضرب عنقه فقال لست أريد ذلك منه على كره خلوا سبيله فلما انصرف قال أميرالمؤمنين لقد كان صغيرا و هو سيئ الخلق و هو في كبره أسوأ خلقا.[1]نعم، لم ينقل في سيرة أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنّه أجبر أحداً على البيعة.

ثم بعد حرب الجمل وبعد انتصار أميرالمؤمنين (عليه السلام) على القوم قام خطيباً يخاطب أهل البصرة: نكثتم بيعتي، وظاهرتم على ذوي عداوتي، فما ظنكم يا أهل البصرة الآن؟

فقام إليه رجل منهم فقال نظن خيراً يا أميرالمؤمنين ونرى أنك ظفرت وقدرت فإن عاقبت فقد أجرمنا وإن عفوت فالعفو أحب إلى رب العالمين.

فقال (عليه السلام) قد عفوت عنكم فإياكم والفتنة فإنكم أول من نكث البيعة وشق الأمة فارجعوا عن الحوبة وأخلصوا فيما بينكم وبين الله بالتوبة.[2]

فأين تجد مثل هذا العفو في الحكومات التي ذكرت في التأريخ الإسلامي؟ وقد وردت مواقف كثيرة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) تظهر من خلالها رأفته وعطوفته على المخالفين والمسيئين وبالعكس من ذلك نرى الإرهاب وسفك الدماء من الحكومات التي كانت تدّعي خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كالحاكم السّفاك الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان لا يأمن الناس سيفه، فحينما قدم من الحجاز وأراد أن يستولي على العراق، غوضب من قبل أحد الحاضرين فقام خطيباً وقال: إني لأرى رؤساً قد أينعت وحان قطافها...إنّي والله يا اهل العراق لا أحلق إلا فريت ولا أعد إلا وفيت، والله إني لأحمل الشر بثقله وأحذو بنعله...ولأضربنكم ضرب غريبات الإبل حتى تنقادوا...[3] فارتكب أبشع الجرائم آنذاك وسفك دماء الأبرياء وتجبّر في حكمه.

المصادر:

[1] . شرح نهج البلاغة، ج4، ص9.

[2] . الجمل (للشيخ المفيد)، ص218.

[3] . انساب الأشراف، ج7، ص274.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.