رموز السنة عند الشيعة

18:50 - 2024/05/19

إذا ما نزع القارئ أستار البتر والغش والكذب عن كل ما يدلس فيه المدلسون، فإنه سيتفاجأ ويُصدم من الحقيقة الماثلة أمامه.

اسكات المخالفين

من الأمنيات التي يحلم بها أبناء المخالفين ليل نهار هو أن يجدوا في كتب الشيعة ما يعتبرون انه تمجيد ومدح لرمورزهم، ولأجل ذلك يسلكون طرق التدليس وأساليب البتر والغش والخداع لينصروا اعتقادهم بالكذب والأباطيل.

كتب الشيعة تمجد رموزالسنة

لعلك وقفت على مثل تلك العناوين وتلك الشعارات هنا أو هناك في شاشة من شاشات المخالفين أو كتاب من كتبهم، ولا تعجب إذا قلنا لك بالحرف الواحد وبشكل قطعي إنه لايوجد كتاب شيعي محمدي واحد يمجد رموز القوم ويُعلي من شأنهم ويثني عليهم، ولن تجد عالما ربانيا محمديا نهجه ذلك قطعا. أما ما يظفر به بعض علماء القوم أو متعلميهم في كتب الشيعة ويصورونه على أنه اعتراف بمكانة رموزهم وعلو شأنهم ومكانتهم، فهو لايعدو كون ذلك النص أو تلك الرواية وردت في سياق فات على السني فيه؛ أن يتنبه أن المقام ليس على النحو الذي يتصوره ويتخيله، بل على العكس من ذلك تماما، أو إن شئت قلت بأن سياق ذلك جاء في مقام عرض الأخبار والنصوص المنقولة من كتب السنة نفسها لسبب من الأسباب. هذا إذا أردنا أن نقول عن الناقل بأنه فاتته تلك الحيثيات، أما إذا كانت دعوى المدعي ممجوجة بالكذب والتدليس والأباطيل فإن المصيبة أعظم قطعا. وإليك شاهدا من بين شواهد كثيرة.

ورد في تفسير نور الثقلين نقلا عن عيون الاخبار باسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني سيدي على بن محمد بن على الرضا عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين ابن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله‌: "إن أبا بكر منى بمنزلة السمع و ان عمر منى بمنزلة البصر و ان عثمان منى بمنزلة الفؤاد.."، ويتوقف الناقل هنا، وكأن الأعين عمياء، والآذان صماء، والألسن بكماء، ويبدأ بالتكبير وبالصعسلمية، وبمهمة اقناع الآخر بأن الرواية تصرح بمكانة رموز السنة وأنهم القادة المؤيدون والمسددون وما إلى ذلك من تلميع وتدليس. غير أن العالم الباحث والمدقق لاتنطلي عليه ألاعيب الخداع والمغالطات والحشو المعسول في الكلام.

الشيعة

إن أول ما سيقف عليه القارئ الكريم هو أن الرواية المستشهد بها مبتورة بترا ، وقد وضع المدلسون على بقيتها حجابا وسترا. فإذا ما نزع القارئ أستار البتر والغش، فإنه سيتفاجأ ويُصدم من الحقيقة، وهي أنه في الواقع أن الرواية في مقام بيان فضل الإمام علي عليه السلام، وإقامة الحجة على الخلفاء الثلاثة، وأن النبي صلى الله عليه وآله يحثهم على متابعة الإمام علي عليه السلام، وأنهم سيُسألون عن ولايته وإمامته عليهم، وماذا هم فاعلون في حقه. وهذا ما سنكتشفه من بقية الرواية، وهذا هو النص الكامل لها:

عيون الأخبار بإسناد إلى الإمام الحسين ابن على عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله‌ إن أبا بكر منى بمنزلة السمع و إن عمر منى بمنزلة البصر و إن عثمان منى بمنزلة الفؤاد، فلما كان من الغد دخلت عليه و عنده أمير المؤمنين عليه السلام‌ و أبو بكر و عمر و عثمان فقلت: يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال: نعم، ثم أشار إليهم فقال: هم السمع و البصر و الفؤاد، و سيُسئلون عن وصيي هذا و أشار إلى على بن أبي طالب ثم قال: ان الله عز و جل يقول: {إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا} ثم قال: و عزة ربي ان جميع أمتي لموقوفون يوم القيمة و مسئولون عن ولايته، و ذلك قول الله عز و جل: {وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ}[1].

وقد قال العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه في بحاره بعد عرضه للرواية: "لعل التعبير عنهم بتلك الأسماء التي تدل على الاختصاص والامتياز على التهكم ، أو على زعم قوم يحسبونهم كذلك ، أو للاختصاص الظاهري مع قطع النظر عن النفاق الباطني[2].

إذن التدليس والكذب على الشيعة ليس وليد اليوم، بل إن تارخ القوم مشحون بالإفتراءات والأباطيل التي لا أساس لها على الشيعة. وهم يعتقدون أن بمثل ذلك ينصرون دينهم الأعوج، لكن أنى للغربال أن يغطي الشمس الساطعة.

________

المصادر:

[1] تفسير نور الثقلين، الشيخ العروسي الحويزي، ج3، ص164.

[2] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج30، ص181.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.