الجمع بين الصلاتين ثابت

18:48 - 2024/06/02

لقد فضل علماء العامة الإنجراف وراء التأويلات الواهية بدلا من العمل بالأحاديث الصحيحة عندهم الواضحة والصريحة.

الجمع بين الصلاتين ثابت

إن المسائل الشرعية التي انحرف فيها العامة عن جادة الصواب وتشريع النبي صلى الله عليه وآله كثيرة، ثم بعد ذلك يأتون ويزعمون أن الشيعة هم الذين انحرفوا ولم يلتزموا بالسنة، في تناقض مفضوح ومخالف لكل الحقائق التي أثبتتها كتبهم قبل كتب غيرهم. ومن ضمن ذلك مسألة الجمع بين الصلاتين، حيث ذهبوا إلى عدم جواز الجمع من غير عذر في قولهم المشهور الأشهر إن لم نقل بانهم أطبقوا على ذلك. بينما الشيعة ذهبوا إلى الجواز.

كتب العامة تقول بجواز الجمع قبل كتب الشيعة

إن جمع الشيعة بين الصلاة والقول عنه بأنه خلاف السنة، قول وادعاء بلا دليل وبلا برهان ، لأن الثابت عن النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌ وسلم أنه كان يجمع بين الصلاتين حينا دون أن يكون ثمة مورد للعذر من سفر أو مطر أو ما شابه، ويفرّق حينا اخرى.

وهذا أمر ثابت تناقلته كتب العامة وصرحت به، حيث روى مسلم في صحيحه تحت باب الجمع بين الصلاتين في الحضر : " عن ابن عباس قال: « صلى رسول الله ﷺ الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر".[1]. ورى أحمد ابن حنبل في مسنده : "عن ابن عباس صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة مقيما غير مسافر سبعا وثمانيا".[2]  وغيرها من الروايات التي ذكرها علماء القوم في صحاحهم ومسانيدهم.

غير أنك تتعجب من التأويلات الملتوية لهذه الروايات وأضرابها، فتراهم يذهبون بها يمنة ويسرة لحرفها عن صراحتها، ولي وضوحها. حتى ذهبوا في ذلك مذاهب شتى، فمنهم من أوله بأنه جمع بعذر المطر، ومنهم من قال بأنه صلى الله عليه وآله كان في غيم فصلى الظهر ثم انكشف الغيم وبان أن أول وقت العصر دخل فصلاها، ومنهم من أوله بأنه صلى الله عليه وآله أخر الأولى إلى آخر وقتها فصلاها فيه فلما فرغ منها دخل وقت الثانية فصلاها فصارت الصورة صورة جمع، ومنهم من قال هو محمول على الجمع بعذر المرض أو نحوه مما هو في معناه من الأعذار[3].

إلى غيرها من التأويلات الواهية، والتي يظهر منها الطعن في النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

لقد ترك علماء العامة العمل بصريح الروايات والأحاديث الصحيحة، واختاروا الإنجراف وراء التأويلات الباطلة، حتى جعلوها مثارا للتشكيك والإهمال. حتى قال الترمذي في آخر "جامعه": ليس في كتابي حديث أجمعت الأمة على ترك العمل به إلا حديث ابن عباس في الجمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر، وحديث قاتل شارب الخمر في المرة الرابعة[4].

لكن العمل عند الشيعة على جواز الجمع بين الصلاتين من غير سفر أو مرض أو مطر أو ماشابه، للنصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله في ذلك.

_______

المصادر:

[1] صحيح مسلم، ج2، ص151.

[2] مسند أحمد، ج2، ص ۴۵۳.

[3] تفسير الآلوسي، ج8، ص ۱۲۸.

[4] النفح الشذي شرح جامع الترمذي، ج4، ص7.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
10 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.