عقيدة الشيعة في التوحيد الذاتي

اعتقاد الشيعة في التوحيد الذاتي

مبحث التوحيد من المباحث الهامة والأسياسية لدى المسلمين وله شقوق وأقسام باعتبارات مختلفة، وإنّ أهمها هو التوحيد الذاتي الذي بحث عنه معظم علماء الإسلام سيّما علماء الشيعة فألّفوا في هذا الموضوع  العديد من الكتب.

لماذا البحث عن التوحيد ؟

العبادة الصحيحة هي فرع معرفة الله سبحانه، وحينما نتحدث عن المعرفة لا نعني المعرفة التامة حيث لا يستطيع أحد أن يعرف الله حق معرفته يقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) في عجز البشر عن معرفة الله: ... اَلَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ...[1] ولكن على الإنسان أن يعرف الله تحت ضوء القرآن والروايات ولذا نجد العديد من الآيات والروايات تحدثت عن توحيد الله تعالى.

من أقسام التوحيد هو التوحيد الذاتي وهو الاعتقاد بوحدانية الله وأحديّته.

وحدانية الله تعني أنّ الله واحد ولا نظير له ولا ند، وأن لا إله إلا هو، وقد دلّت على هذا المعنى بعض الآيات كقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[2] حيث تنفي وجود إله أو آلهة غير الله تعالى. كذلك الروايات أيضا أوعزت إلى هذا الشطر من التوحيد سأل الأعرابي النبي (صلى الله عليه وآله) :.. وما معرفة الله حق معرفته؟ قال : تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وأنه واحد أحد ظاهر باطن أول آخر لا كفو له ولا نظير فذلك حق معرفته.

وأمّا الاعتقاد بأحدية الله فتنفي التركيب عن الله، أي أنّ الله ليس له أجزاء مادية كالبشر أو أجزاء ذهنية، مثلاً نستطيع أن نقوم بالتحليل العقلي بالنسبة إلى الله فكل هذه ينفيها الاعتقاد بأحدية الله. فمن الآيات الدالة على هذا القسم قوله سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[3] ومن الروايات قول أميرالمؤمنين (عليه السلام): ... وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا عز وجل.[4]

فالشيعة بناءًا على هذه التعاليم الوحيانية تعتقد أنّ الله واحد ليس له نظير ولا شبيه وهو أحد لا يتجزأ ولا يتقسم.

المصادر:

[1] .نهج البلاغة، ص2، خ1.

[2] .محمد، الآية19.

[3] .الإخلاص، الآية1.

[4] . ميزان الحكمة، ج3، ص1901.