-البشر من أجل السير نحو الكمال ومعرفة أساليب الحياة الصحيحة يحتاج إلى أنبياء الله ورسله ولا يستغني عنهم بحجة وجود العقل.
عقيدة الشيعة في بعث الأنبياء والرسل
تعتقد الشيعة أنّ هدف خلق الإنسان وهو وصوله إلى الكمال لا يتحقق إلا ببعث الأنبياء والرسل
كما جاء في تعريف النبي، إنه الإنسان المأمور من السماء بإصلاح أحوال الناس فى معاشهم و معادهم العالم بكيفية ذلك، المستغنى فى علومه، و أمره من السماء لا عن واسطة البشر، المقترنة دعواه للنبوة بأمور خارقة للعادة.[1] فالبشر لا يستغني عن الحجج الإلهية ولا يكفي العقل في فهم بعض الأمور سيّما الأمور التي ترتبط بدينه وعبادته ومبدأه ومعاده.
ثم إنّ القرآن الكريم يبيّن لنا أهداف بعث الأنبياء في آيات مختلفة والأهداف هي:
1- تحرير الإنسان من الأغلال، الأغلال الفكرية التي جرّت الإنسان إلى عبادة الأصنام وأبعدته عن إنسانيته، يقول تعالى:... وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ...[2]
2- هداية الإنسان نحو التوحيد والعبادة الحقيقية، قال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنا في كلّ أُمّةٍ رَسُولاً أنِ اعبُدُوا اللهَ واجتَنِبُوا الطّاغوتَ.[3]
3- تعليم البشر وتزكيته ليجعلوه على مسيره العلمي والعملي، يقول تعالى: هُوَ الّذي بَعَثَ في الاُميّين رَسُولاً مِنهُمْ يَتْلُوا عَلَيهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ.[4]
4- إقامة القسط وبسط العدالة في المجتمع البشري، فالأرض لا تخلوا من الظلم وتضييع حقوق الضعفاء، يقول سبحانه: لقد أرْسَلْنا رُسُلَنا بالبيّناتِ وأنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكتِابَ والمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ[5]
5- إتمام الحجة على البشر، فلا يؤاخذ الله البشر من دون أن يبعث إليه حججه، يقول تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَ مُنْذِرينَ لِئلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كانَ اللَّه عَزيزاً حَكيماً[6] ومن كلام لأميرالمؤمنين (عليه السلام) يبيّن فيها بعض أهداف بعثة الأنبياء : ...فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِىَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، وَ يُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ.[7]
بعد بيان وجوب وأهداف بعث الأنبياء والرسل والحجج الإلهية، نقول ونعتقد أن آخر نبي من أنبياء الله هو محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) أرسله الله بالهدى ودين الحق،يقول سبحانه: مَا کانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِکمْ وَلَٰکنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِیینَ وَکانَ اللَّهُ بِکلِّ شَیءٍ عَلِیمًا[8]
المصادر:
[1] . قواعد المرام في علم الكلام، ص122.
[2] .الأعراف، الآية157.
[3] .النحل، الآية36.
[4] .الجمعة، الآية2.
[5] .الحديد، الآية25.
[6] .النساء، الآية165.
[7] .نهج البلاغة، ص5.
[8] .الأحزاب، الآية40.