عقيدة الشيعة في عدد الأئمة

افترقت الأمة بعد رحيل النبي (صلّى الله عليه وآله) وتشعّبت إلى فرق كثيرة وقد أنبأ النبي عن ذلك بقوله: ...وإن أمتي ستفرق على اثنتين وسبعين فرقة ، فتهلك إحدى وسبعون ، وتتخلص فرقة...[1]ثم هذه الفرق التي تسمى أحيانًا بالمذاهب، هي نفسها تفرقت إلى فرق أخرى لعدة أسباب وأغراض منها أسباب دنيوية وسياسية ومنها تعود إلى جهل بعض المتدينين وأسباب أخرى لم نكن في موضع بيانها.ومن بين هذه المذاهب، مذهب التشيع اتباع أميرالمؤمنين علي وأولاده الطاهرين (عليهم السلام)

 وقد نص عليهم النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته

بدليل الآية إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ[2] فقد نقلت العديد من التفاسير رواية ذيل هذه الآية عن النبي أنه قال (يا علي! ألم تسمع قول الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) هم شيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب، يدعون غرا محجلين).[3] واستمر التشيع من عهد النبي إلى زماننا هذا، ولكن على مر العصور تشعّب المذهب إلى فرق مختلفة وذلك أيضًا إثر الأهواء الدنيوية والجهل بمقام الأئمة (عليهم السلام) حيث اعترفوا بإمامة البعض وأنكروا الباقين.

ولكن من بين كل هذه المذاهب والفرق، تميّز المذهب الإثني عشري عن سائر المذاهب حيث يعتقدون بإمامة اثني عشر إمامًا قد نص عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عدة مواطن.

فعن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول في حجّة الوداع: «لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواه، و لا يضرّه مخالف و لا مطارق حتى يمضي من أمّتي اثنا عشر أميرا، كلّهم من قريش».[4] و في رواية أبي داود السجستاني: لا يزال هذا الدين قائماً حتّى‌ يكون عليكم اثنا عشر خليفة ... كلّهم من قريش.[5]

ثم هناك نصوص أخرى عن النبي صرّحت بأسماء الأئمة (عليهم والسلام) فعنه (صلى الله عليه وآله): يا جابر أئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمّد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، و ستدركه يا جابر، فإذا أدركته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمّد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي، ثم سميّي و كنيّي حجة اللّه على أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي...[6]

وتبقى الشيعة الإثني عشرية على هذا المعتقد إلى قيام القائم الذي يعتقدون أنه حجة الله وخليفته في أرضه.

المصادر:

[1] .بحار الأنوار، ج28، ص4.

[2] .البيّنة، الآية7.

[3] .مجمع البيان، ج10، ص415.

[4] . مسند أحمد، ج5، ص89.

[5] . سُنن أبي داود، ج4، ص106، ح 4279.

[6] . إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات، ج2، ص74.